سلسلة حلقات.. السلف والسلفيون: رؤية من الداخل .. بقلم:إبراهيم العسعس!!!
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة حلقات.. السلف والسلفيون: رؤية من الداخل .. بقلم:إبراهيم العسعس!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين... سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد.......
فهذه سلسلة بحثية بقلم الأستاذ : إبراهيم العسعس .... تحت عنوان السلف والسلفيون: رؤية من الداخل!!!
وهي عبارة عن سبع حلقات .. نشرت في مجلة العصر .... أنقلها إليكم على مدار أسبوع .. بإذن الله تعالى...
تتعلّق بالنقد الذاتي ... والنصيحة في الحق....
وسيتبعها استدراك بقلم الاستاذ: د. محمد بن إبراهيم السعيدي / رئيس قسم الدراسات الإسلامية ـ جامعة أم القرى
تحت عنوان: السلفيون المبتدعة: استدراكات على نصيحة إبراهيم العسعس للسلفيين ...
واسأل الله –عزّ وجل- أن ينفعنا بها أجمعين... حتى نتحاور في أمرها ... كي نخرج بالفائدة المرجوّة بإذنه تعالى.
السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (الحلقة 1)
بقلم إبراهيم العسعس
المقدمة
ألا لا يمنعن رجلا هيبةُ الناس، أن يقول بحق إذا علمه ([1])
إنها رؤية من الداخل، لأن التغيير يبدأ من الداخل.
وهي رؤيةٌ من الداخل، لأن كاتبها يؤمن بأن منهج السلف هو السبيل إلى إصلاح حال الأمة.
وهي رؤية من الداخل، فرضتها أحداث ومواقف كثيرة، مست المنهج، وتعدت الخطأ الفردي، فلم يعد يجدي أن تقول: لعل له عذراً وأنت تلوم. تأتي هـذه الدراسة في وقت الحاجة إلى البيان، بعد أن أصبحت "السلفية" وصفاً محتكراً في أيدي مجموعة من الناس، يظن الواحد منهم أنه قيم على منهج السلف، فينادي بأعلى صوته "أنا السلفية"، فمن كان "أنا" فهو "سلفي"، وإلا فليخرج من "السلفية" مذؤوماً مدحوراً.
وما كنا نحسب أنه سيأتي زمان يخرجنا فيه نقاد "السلفيين" من دائرة منهج السلف! ويخرجون فيه أهل العلم المعروفين بالتزامهم منهج السلف ويخرجون فيه العاملين المجاهدين المتمسكين بالسنة الرافعين لوائها. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى وصف المسلمين بأنهم، جماعات الغلو، وأنهم أصحاب فتنة، وأنهم خوارج وأنهم يذكرون بالفئات المارقة عن الإسلام.. وانتهى الحال إلى تأليف كتب ورسائل، وإصدار أشرطة تسجيل في شتم المسلمين، وتصنيف العبادة من حيث قربهم من إلى السلفية".
لقد شوهت ممارسات "السلفيين" منهج السلف، وقزمته في قضايا معينة، وانعزلت به عن الواقع، حتى صار الانتساب إلى السلف، والمناداة بالسنة منقصة في نظر الناس، إذ عندما يسمعون عن السلف "والسلفية" يظنون أنهم المختصون بالأسماء والصفات، وبتحقيق الكتيبات... الخ الأمر الذي اضطرنا عند الانتساب إلى السلف أن نبيين للناس أن منهج السلف غير ما يرون، وخلاف ما يسمعون.
وكان من نتائج هذا الوضع أن عادت مقالات أهل الأهواء، ومناهجهم إلى الظهور، بعد أن عجز أهل السنة عن الارتفاع إلى مستوى منهجهم، والدعوة إليه، واستيعاب الناس الذين سروا بهم في البداية، ثم نبذوهم نبذ النوى، لما رأوهم تجمدوا عند قضايا لا يحيدون عنها([2]).
إن واقع "السلفيين" بحاجة إلى دراسة ومراجعة! والمأمول أن تكون هذه الدراسة دافعا للمخلصين الناضجين من أتباع المنهج! إلى دراسة الواقع وتشخيص حاجاته وأدوائه، وإلى إعادة دراسة أصول التوحيد، ومن ثم التفكير جدياً في إعادة جدولة الاهتمامات، وترتيب الأولويات.
إن غض الطرف عن مبدأ التعديل (الذاتي) أوقع "السلفيين" فيما انتقدوا عليه الناس قديماً، فنبذ التعصب للرجال، ومقولة الرجال يعرفون بالحق، وليس العكس، من أوائل المبادئ التي رفعوها، ثم لما أصبح لهم رجال رموز وقعوا في جدلية الرجال والمبادئ، صاروا يدورون حول الرجال وفوق المبادئ والعجيب أنهم وقعوا في إشكالية الازدواجية في حمل المبدأ: فهم إذا تكلموا عن الآخرين "فكلامهم صراحة وتصحيح، وتقديم للمبادئ على العلاقات والأشخاص. أما إذا تكلم غيرهم عنهم، فلا بد أن يحترم العلماء، ويتأدب معهم، إنها ظاهرة الكيل بمكيالين!
لقد أشفق بعض الاخوة بعض الصراحة، التي قد تزعج بعض "السلفيين، فطلبوا تغيير بعض العبارات، لا اعتراضا على ما تحمله من مضامين، لكن خشية أن تحمل ما لا تحتمل، أو أن تستغل في تفويت الفائدة المرجوة من الدراسة. ولم تكن هذه وجهة نطري، فإن قناعتي أن السائر في درب الإصلاح عليه أن يوطن النفس على ما سيصيبها من أذى.
وأنا لست مسؤولا عمن سيبحث عن صيد يشنع به على الحقيقة، "ومريض القلب تجرحه الحقيقة"، لأنني صاحب قضية، أكتب لنشر قضيتي. وأسلوب "رفقاً بالقوارير"، لا ينسجم مع فهمي للصراحة المطلوبة لتصحيح مسار السلفية، والدعوة إلى عقيدة التوحيد التي يراد لها أن تنحرف عن طريقها الصحيح. وحسبي أنني لم أتجاوز أدب العلم، ومنطق النقد المقبول. وإنني على أمل - إن شاء الله - من أن المخلصين الواعين من "السلفيين" سيرحبون بهذه الصراحة المنضبطة.
ولا بأس من التمادي في الأمل، فلأطمع - إذن - من* السلفيين. أن يطالعوا هذه الدراسة بتركيز وموضوعية، وليتوقف أحدهم قبل أن يغضب أو يتهم وليفكر ملياً، وليضع نصب عينيه مصلحة الإسلام والدعوة، قبل أن يتوتر من أجل بعض العبارات، التي قد يرى فيها شيئاً من شدة، وليتجنب الحيلة المتبعة للهروب من المسؤولية، ومواجهة المشكلة، حيث يصب كل الجهد في تضخيم بعض الشكليات، مصادراً بذلك الأفكار الجادة التي عرضتها الدراسة.
ونحن ـ في الحقيقة ـ لا نطمع كثيرا بمن ارتبطت مصالحه "بالسلفية" في شكلها القائم، فإن من هذه حاله يصعب عليه الانعتاق من شبكة العلاقات المعقدة التي يتصل معها، ويفيد منها، ولذلك فإننا نتوقع رفضه وبشدة.
ولكننا نخاطب الشباب المعتقد بمنهج السلف، الذي يرى أن لا نهضة للمسلمين إلا بإحياء الشباب الذي لا مصلحة له.
ونخاطب المسلمين ليعرفوا المنهج السلفي الحقيقي، وموقفه من القضايا المدروسة لعلنا نلتقي وإياهم لحمل الإسلام بدعوته؛ دعوة التوحيد…
نخاطبهم ونطمع منهم أن ينسوا النماذج التي بقيت زمناً ـ ولا زالت واجهات معروضة ـ باسم السلف والسلفية.
وأما من سيقول: إن الكلام يضر المنهج، وإن كان ولا بد فليكن في الغرف المغلقة! فأقول له: بل إنَّ الصمتَ هو الذي يضر المنهج وإن الصمت هو الذي يغتال المنهج، ويخنق الحق. ولم يزل معظم أهل الحق ـ منذ صفين ـ صامتين، متذرعين بالحكمة، ومتعللين بدرء الفتنة، حتى غصت الحلوق بالصمت، وساحت الفتنة في الأرض. ألا إن الصمت عار، عندما تكون الحقيقة مرة! أما حكاية الغرف المغلقة فهذه تصلح لمناقشة الشؤون الشخصية، أما عندما يتعلق الأمر بالمنهج، وبالممارسات العلنية المرتبطة بالفكرة، فإنها - أي الغرف - ليست محلاً للكلام. وبما أن الانحراف علني، فلا بد أن يكون التصويب علنياً.
وإذا كان الخطأ في العلن، فلا يجوز أن يكون التبرؤ منه في السر.
إن هذا البيان يجدد الدعوة إلى السنة، بمفهومها العام، وإلى منهج السلف. ويبين من هو السلفي وما هي قضية "السلفية"!
وأخيراً، فلقد حاولت ـ قدر استطاعتي ـ التزام آداب الحوار، وأصول النقد، وأسأل الله العفو إن أخطأت.
وسأحاول ـ بإذن الله ـ ألا أدخل في مهاترات وسفاهات من سيبقى واضعاً رأسه في الرمال، ناظراً إلى الأمور بعين واحدة، محولاً القضية عن مسارها الصحيح والمقصود.
وأتعب من ناداك من لا تجيبه، وأغيظ من عاداك من لا تشاكل.
عندما...
عندما يُخالف الشعارُ، فيُعرف الحقَّ بالرجال...
عندما يُقدم الأشخاصُ على المبادئ...
عندما تُزَور الحقائق، وتُنكًس الموازين...
عندما " يقرطس " الكتاب، فيُبدى بعضه، ويُخفى بعضه...
عندما يؤكل بالعلم، وتتحول الدعوة إلى حرفة...
عندما يُجَرحُ العامل المجاهد، ويعدل حِلسَ بيته...
عندما يحْجز التوحيد في القبور...
عندما تصبح المبادىء و الأصول في خطر...
وعندما لا يحتمل الوضع السكوت و التأجيل...
عندها يصبح...
الصمت خيانة،
السكوت جبناً،
التجاوز إثماً.
عندها لا بد من الكلام وبصوت مرتفع وعندها يَفْرِض علينا حق العلم أن لانُحابي أحداً.
بالتعاون مع موقع التغيير:
http://www.altaghyeer.com/
--------------------------------------------------------------------------------
([1])[رواه الإمام احمد 3 / 9والترمذي/ الفتن / باب ما جاء ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وقال: وهذا حديث حسن صحيح].
([2]) ومما يؤسف له أن صورة مشوهة تركزت في أذهانهم عن منهج السلف، ولكننا -وبإذن الله - سنحاول محو هذه الصورة بهذه الدراسة وبغيرها.
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين... سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد.......
فهذه سلسلة بحثية بقلم الأستاذ : إبراهيم العسعس .... تحت عنوان السلف والسلفيون: رؤية من الداخل!!!
وهي عبارة عن سبع حلقات .. نشرت في مجلة العصر .... أنقلها إليكم على مدار أسبوع .. بإذن الله تعالى...
تتعلّق بالنقد الذاتي ... والنصيحة في الحق....
وسيتبعها استدراك بقلم الاستاذ: د. محمد بن إبراهيم السعيدي / رئيس قسم الدراسات الإسلامية ـ جامعة أم القرى
تحت عنوان: السلفيون المبتدعة: استدراكات على نصيحة إبراهيم العسعس للسلفيين ...
واسأل الله –عزّ وجل- أن ينفعنا بها أجمعين... حتى نتحاور في أمرها ... كي نخرج بالفائدة المرجوّة بإذنه تعالى.
السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (الحلقة 1)
بقلم إبراهيم العسعس
المقدمة
ألا لا يمنعن رجلا هيبةُ الناس، أن يقول بحق إذا علمه ([1])
إنها رؤية من الداخل، لأن التغيير يبدأ من الداخل.
وهي رؤيةٌ من الداخل، لأن كاتبها يؤمن بأن منهج السلف هو السبيل إلى إصلاح حال الأمة.
وهي رؤية من الداخل، فرضتها أحداث ومواقف كثيرة، مست المنهج، وتعدت الخطأ الفردي، فلم يعد يجدي أن تقول: لعل له عذراً وأنت تلوم. تأتي هـذه الدراسة في وقت الحاجة إلى البيان، بعد أن أصبحت "السلفية" وصفاً محتكراً في أيدي مجموعة من الناس، يظن الواحد منهم أنه قيم على منهج السلف، فينادي بأعلى صوته "أنا السلفية"، فمن كان "أنا" فهو "سلفي"، وإلا فليخرج من "السلفية" مذؤوماً مدحوراً.
وما كنا نحسب أنه سيأتي زمان يخرجنا فيه نقاد "السلفيين" من دائرة منهج السلف! ويخرجون فيه أهل العلم المعروفين بالتزامهم منهج السلف ويخرجون فيه العاملين المجاهدين المتمسكين بالسنة الرافعين لوائها. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى وصف المسلمين بأنهم، جماعات الغلو، وأنهم أصحاب فتنة، وأنهم خوارج وأنهم يذكرون بالفئات المارقة عن الإسلام.. وانتهى الحال إلى تأليف كتب ورسائل، وإصدار أشرطة تسجيل في شتم المسلمين، وتصنيف العبادة من حيث قربهم من إلى السلفية".
لقد شوهت ممارسات "السلفيين" منهج السلف، وقزمته في قضايا معينة، وانعزلت به عن الواقع، حتى صار الانتساب إلى السلف، والمناداة بالسنة منقصة في نظر الناس، إذ عندما يسمعون عن السلف "والسلفية" يظنون أنهم المختصون بالأسماء والصفات، وبتحقيق الكتيبات... الخ الأمر الذي اضطرنا عند الانتساب إلى السلف أن نبيين للناس أن منهج السلف غير ما يرون، وخلاف ما يسمعون.
وكان من نتائج هذا الوضع أن عادت مقالات أهل الأهواء، ومناهجهم إلى الظهور، بعد أن عجز أهل السنة عن الارتفاع إلى مستوى منهجهم، والدعوة إليه، واستيعاب الناس الذين سروا بهم في البداية، ثم نبذوهم نبذ النوى، لما رأوهم تجمدوا عند قضايا لا يحيدون عنها([2]).
إن واقع "السلفيين" بحاجة إلى دراسة ومراجعة! والمأمول أن تكون هذه الدراسة دافعا للمخلصين الناضجين من أتباع المنهج! إلى دراسة الواقع وتشخيص حاجاته وأدوائه، وإلى إعادة دراسة أصول التوحيد، ومن ثم التفكير جدياً في إعادة جدولة الاهتمامات، وترتيب الأولويات.
إن غض الطرف عن مبدأ التعديل (الذاتي) أوقع "السلفيين" فيما انتقدوا عليه الناس قديماً، فنبذ التعصب للرجال، ومقولة الرجال يعرفون بالحق، وليس العكس، من أوائل المبادئ التي رفعوها، ثم لما أصبح لهم رجال رموز وقعوا في جدلية الرجال والمبادئ، صاروا يدورون حول الرجال وفوق المبادئ والعجيب أنهم وقعوا في إشكالية الازدواجية في حمل المبدأ: فهم إذا تكلموا عن الآخرين "فكلامهم صراحة وتصحيح، وتقديم للمبادئ على العلاقات والأشخاص. أما إذا تكلم غيرهم عنهم، فلا بد أن يحترم العلماء، ويتأدب معهم، إنها ظاهرة الكيل بمكيالين!
لقد أشفق بعض الاخوة بعض الصراحة، التي قد تزعج بعض "السلفيين، فطلبوا تغيير بعض العبارات، لا اعتراضا على ما تحمله من مضامين، لكن خشية أن تحمل ما لا تحتمل، أو أن تستغل في تفويت الفائدة المرجوة من الدراسة. ولم تكن هذه وجهة نطري، فإن قناعتي أن السائر في درب الإصلاح عليه أن يوطن النفس على ما سيصيبها من أذى.
وأنا لست مسؤولا عمن سيبحث عن صيد يشنع به على الحقيقة، "ومريض القلب تجرحه الحقيقة"، لأنني صاحب قضية، أكتب لنشر قضيتي. وأسلوب "رفقاً بالقوارير"، لا ينسجم مع فهمي للصراحة المطلوبة لتصحيح مسار السلفية، والدعوة إلى عقيدة التوحيد التي يراد لها أن تنحرف عن طريقها الصحيح. وحسبي أنني لم أتجاوز أدب العلم، ومنطق النقد المقبول. وإنني على أمل - إن شاء الله - من أن المخلصين الواعين من "السلفيين" سيرحبون بهذه الصراحة المنضبطة.
ولا بأس من التمادي في الأمل، فلأطمع - إذن - من* السلفيين. أن يطالعوا هذه الدراسة بتركيز وموضوعية، وليتوقف أحدهم قبل أن يغضب أو يتهم وليفكر ملياً، وليضع نصب عينيه مصلحة الإسلام والدعوة، قبل أن يتوتر من أجل بعض العبارات، التي قد يرى فيها شيئاً من شدة، وليتجنب الحيلة المتبعة للهروب من المسؤولية، ومواجهة المشكلة، حيث يصب كل الجهد في تضخيم بعض الشكليات، مصادراً بذلك الأفكار الجادة التي عرضتها الدراسة.
ونحن ـ في الحقيقة ـ لا نطمع كثيرا بمن ارتبطت مصالحه "بالسلفية" في شكلها القائم، فإن من هذه حاله يصعب عليه الانعتاق من شبكة العلاقات المعقدة التي يتصل معها، ويفيد منها، ولذلك فإننا نتوقع رفضه وبشدة.
ولكننا نخاطب الشباب المعتقد بمنهج السلف، الذي يرى أن لا نهضة للمسلمين إلا بإحياء الشباب الذي لا مصلحة له.
ونخاطب المسلمين ليعرفوا المنهج السلفي الحقيقي، وموقفه من القضايا المدروسة لعلنا نلتقي وإياهم لحمل الإسلام بدعوته؛ دعوة التوحيد…
نخاطبهم ونطمع منهم أن ينسوا النماذج التي بقيت زمناً ـ ولا زالت واجهات معروضة ـ باسم السلف والسلفية.
وأما من سيقول: إن الكلام يضر المنهج، وإن كان ولا بد فليكن في الغرف المغلقة! فأقول له: بل إنَّ الصمتَ هو الذي يضر المنهج وإن الصمت هو الذي يغتال المنهج، ويخنق الحق. ولم يزل معظم أهل الحق ـ منذ صفين ـ صامتين، متذرعين بالحكمة، ومتعللين بدرء الفتنة، حتى غصت الحلوق بالصمت، وساحت الفتنة في الأرض. ألا إن الصمت عار، عندما تكون الحقيقة مرة! أما حكاية الغرف المغلقة فهذه تصلح لمناقشة الشؤون الشخصية، أما عندما يتعلق الأمر بالمنهج، وبالممارسات العلنية المرتبطة بالفكرة، فإنها - أي الغرف - ليست محلاً للكلام. وبما أن الانحراف علني، فلا بد أن يكون التصويب علنياً.
وإذا كان الخطأ في العلن، فلا يجوز أن يكون التبرؤ منه في السر.
إن هذا البيان يجدد الدعوة إلى السنة، بمفهومها العام، وإلى منهج السلف. ويبين من هو السلفي وما هي قضية "السلفية"!
وأخيراً، فلقد حاولت ـ قدر استطاعتي ـ التزام آداب الحوار، وأصول النقد، وأسأل الله العفو إن أخطأت.
وسأحاول ـ بإذن الله ـ ألا أدخل في مهاترات وسفاهات من سيبقى واضعاً رأسه في الرمال، ناظراً إلى الأمور بعين واحدة، محولاً القضية عن مسارها الصحيح والمقصود.
وأتعب من ناداك من لا تجيبه، وأغيظ من عاداك من لا تشاكل.
عندما...
عندما يُخالف الشعارُ، فيُعرف الحقَّ بالرجال...
عندما يُقدم الأشخاصُ على المبادئ...
عندما تُزَور الحقائق، وتُنكًس الموازين...
عندما " يقرطس " الكتاب، فيُبدى بعضه، ويُخفى بعضه...
عندما يؤكل بالعلم، وتتحول الدعوة إلى حرفة...
عندما يُجَرحُ العامل المجاهد، ويعدل حِلسَ بيته...
عندما يحْجز التوحيد في القبور...
عندما تصبح المبادىء و الأصول في خطر...
وعندما لا يحتمل الوضع السكوت و التأجيل...
عندها يصبح...
الصمت خيانة،
السكوت جبناً،
التجاوز إثماً.
عندها لا بد من الكلام وبصوت مرتفع وعندها يَفْرِض علينا حق العلم أن لانُحابي أحداً.
بالتعاون مع موقع التغيير:
http://www.altaghyeer.com/
--------------------------------------------------------------------------------
([1])[رواه الإمام احمد 3 / 9والترمذي/ الفتن / باب ما جاء ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وقال: وهذا حديث حسن صحيح].
([2]) ومما يؤسف له أن صورة مشوهة تركزت في أذهانهم عن منهج السلف، ولكننا -وبإذن الله - سنحاول محو هذه الصورة بهذه الدراسة وبغيرها.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى